لماذا قال موسى في المعراج (ارجع إلى ربك)؟؟

Maret 05, 2022



 لماذا قال سيدنا موسى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (ارجع

 الى ربك) في قصة المعراج؟


من المعروف في قصة المعراج أن سيدنا محمدا لقي عددا من الأنبياء عليهم السلام في سبع سماوات، منهم سيدنا موسى عليه السلام. فلما صعد صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنهي  وكتب الله لأمته خمسين صلاةً كل يوم وليلة، قال له موسى (ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف !) هكذا إلى أن صارت خمس صلوات. 


المشهور أن سبب قوله لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لخبرة موسى مع بني إسرائيل على أنهم لا يفعلون ما أُمِروا بما هو أقل من هذا مع كونهم أقوياء قلبا وقالبا. وأمة سيدنا محمد أضعف أجسادا وابدانا وقلبا، فطرح له أن يسأل الله تعالى التخفيفَ. هكذا في كتب السير. 


ولكن الصالحين لهم أبصار وافهام غير أفهام العامة. في احد مجالس الإسراء والمعراج سمعتُ  سيدي الشيخ فتحي عبد الرحمن حجازي -حفظه الله- ينقل كلامَ شيخه العارف بالله الشيخ صالح الجعفري -رحمه الله- عن فائدة عظيمة في قصة المعراج، خاصة في هذه النقطة. 


طلب نبي الله موسى رؤية ربه وهو يكلمه في طور سيناء، قال له (لن تراني ولكن انظر إلى الجبل..) والآية في سورة الأعراف (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ: ١٤٣)


لما عرج بسيدنا محمد صلى الله عليه ولقي بنبي الله موسى وهو في السماء السادسة، قال له ارجع الى ربك. وحينئذ رأى سيدَنا محمدا غير الذي كان قبل الصعود.


قال الشيخ فتحي (فرأى موسى سيدنا محمداً قد نزلت عليه أنوارٌ أكثر مما كان) يعني قبل أن يرى سيدنا محمدٌ ربَه كان منيرا، فلما أن لقي ربه ورآه وكلمه، يظهر منه أثرُ ذاك اللقاء حيث تزداد أنواره صلى الله عليه وسلم. وكأن سيدنا موسى أدمن في رؤية هذا الأثر بينما هو ممتنعا عن الرؤية في الدنيا. 


قال الشيخ فتحي (فلم يقصد أن يخفف على أمته فقط، وإنما ليراه في نور أعلى مما كان. وكلما رآه قال "ارجع إلى ربك" ليراه في نور أعلى)


هكذا يقول لنا شيخنا بحرفه. حفظ الله مشايخنا الأحياء ورزقهم الصحة والعافية ومتعنا بطول حياتهم معنا. آمين يارب العالمين


القاهرة بلاد الأزهر الشريف ، شهر رجب ١٤٤٣

You Might Also Like

0 komentar

aLi_afifi_alazhari