مزاح العلماء
كان سيدي العلامة اللغوي الشيخ عليّ صالح الأزهري يحب المزاح في دروسه، قد تجاوز من أن يكون شيخا معلما إلي أن كان أبا أو جدا لنا، فصار الدرس يجري مجرى النهر العذب مهما كان فيه من الصعوبات والتعقيدات. وكان من عاداته قبل الشرح بعدما قرأ القارئ للكتاب يقول (هذا كلام جميل...) ثم بدأ يشرح..
وكان في إحدى دروسه في الأزهر، حكى لنا موقفا طريفا بينه وبين بعض أساتذته وهو في سن الشباب. جلس الطلاب منتظرين شيخَهم في درس علم النحو، ولكني نسيت اسم هذا الشيخ المعلم.
فلما جاء الشيخ قال لهم (أنا لن أشرح الكتاب حتى يقوم أحد منكم بإعراب الكتاب كله) فتعجّب الطلاب وعلموا عجزهم عن ذلك لكون صفحات الكتاب كثيرة. ظل الطلاب يتفكرون بل ويتحيرون ... وقد حاول أحد منهم بإعراب الكتاب كلمة كلمة ثم توقف في بضع الصفحات. فقال أحدهم (يا شيخنا لا يمكن أن نكمله، الصفحات كثيرة جدا)
فقال الشيخ (من يستطيع أن يعرب الكتاب له مني هدية ٥٠ قرش) قال شيخنا علي صالح أن خمسين قرش وقتئذٍ مبلغ كبير، فصار الطلاب يتسابقون في تنفيذ طلب الشيخ.
حتى قام أحد من الطلاب قائلا بكل ثقة (يا شيخنا استأذنك لأعرب الكتاب) قال (تفضل)
قال الطالب (الكتاب في محل نصب مفعول لفعل قال المنصف أو أقول) ثم سكت الجميع مدة فضحكوا...
فقال الشيخ المعلم (تعال يا ابني وخذ مني الهدية)
فقال شيخنا علي صالح (هذا الطالب الذي أجاب هو أنا) فضحكنا كلنا متعجبين من ذكاء شيخنا ...
حفظ الله شيخنا علي صالح ورزقه الله الصحة والعافية
القاهرة بلاد الأزهر الشريف
ولي قصص اخرى طريفة سأحكيها في المرة القادمة بإذن الله